بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: جرّاحة متخصصة بطب الأطفال تشارك خبرتها مع الشابات الراغبات بالعمل في المجال الطبي

08/03/2016

أظهرت الدراسات بأنه من بين كل 543 طالبة طب في الكويت، تختار 18.2% منهن طب الأطفال، في حين يتخصص 4% منهن فقط في الجراحة. وحول هذه الظاهرة تتحدث ميشيل وايت، استشارية جراحة الأذن والأنف والحنجرة عند الأطفال في مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال" بلندن عن تجربتها وحياتها المهنية كجراحة امرأة. كما تقدم ميشيل نصائحها للشابات الراغبات بالعمل في مهنة الجراحة، وأيضاً للراغبات بالعمل في المجال الطبي.

ونظراً لطبيعة عملها في مستشفى "جريت أورموند ستريت" تهتم ميشيل بالأطفال من مختلف أرجاء العالم، بمافي ذلك دول مجلس التعاون الخليجي. وقد عالجت وحدة خدمات المرضى الخاصين والدوليين في المستشفى أكثر من 5 آلاف طفل من 80 دولة خلال العام الماضي، بينهم أكثر من ألفي طفل من الكويت، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية. وخلال العام الماضي أيضاً، أشرف الفريق المختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة والأمراض القحفية على حالات 81 طفل من الكويت.

وحول طبيعة عملها قالت ميشيل: "إن جراحي الأنف والأذن والحنجرة معنيون بأي مرض يؤثر على هذه الأعضاء الثلاثة. ويتضمن عملي بشكل رئيسي المجاري الهوائية، ولذا أهتم تحديداً بإدارة وتقييم وعلاج مشكلات التنفس عند الأطفال. وأنا مختصة بأمراض الأنف والأذن والحنجرة ضمن فريق الأمراض القحفية. وأهتم بشكل خاص بمشكلات المجاري الأنفية. كما أقوم ببعض الأعمال الروتينية مثل جراحة اللوزتين والزائدة الأنفية وجراحة أنبوب التهوية عند الأطفال الذين يعانون من حالات صعبة، ويتعالجون في المستشفى لأسباب أخرى".

تعمل ميشيل لساعات طويلة في المستشفى، وهو أمر اعتادت القيام به طوال مسيرتها المهنية. ويوماً تلو الآخر، تقضي ميشيل الوقت إما في العيادة الخارجية أو في غرفة الجراحة، فضلاً عن القيام ببعض الأعمال الإدارية الشكلية. وعلى الرغم من ساعات العمل الطويلة والسنوات الكثيرة التي تطلبتها للعمل كاستشارية، فقد عرفت دائماً بأن هذه المهنة هي قدرها.

وتعمل ميشيل في المجال الاستشاري منذ 12 عاماً، ولكن هذه الرحلة تطلبت منها 18 عاماً منذ تخرجها من كلية الطب وحتى التدريب على الجراحة العامة والتدريب العالي المتخصص بجراحة الأنف والأذن والحنجرة، الذي قادها في النهاية لتصبح مستشارة في "مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال". إن ما دفعها إلى الاستمرار في هذه المهنة الطويلة هو دعم عائلتها والسعادة والرضى النابعين من معالجة الأطفال، وتقول: "إن أكثر ما يبعث على السعادة في مهنة الجراحة هو نجاح العملية. فعندما أقوم بجراحة صعبة مثل ترميم مجرى الهواء وتكون النتائج جيدة والطفل بصحة جيدة والعائلة سعيدة، أشعر بالرضا، وهذا ما يدفعني للقيام بعملي. إن العمل في المجال الطبي مجزٍ حقاً، ولكن لا شيء بدون مقابل، فالتوتر يرافق المهنة أيضاً".

وتقدم ميشيل نصائح لكل الشابات الرغبات بالعمل في المجال الطبي قائلة: "لا تسمحي لأحد بإحباطك، سيقولون لك بأن الأمر صعب، وبأنه لا يمكنك أن تعملي في الطب وتكوّني أسرة، سيحاولون إقناعك بأن هذين الأمرين لا يجتمعان. ولكن أقول لكِ بأنني زوجة سعيدة وأم لطفلين. إنه من الممكن جداً أن تكوني طبيبة، وحتى جراحة، وبأن تحظي بجوانب أخرى في حياتك سواء عائلة، أو هوايات، أو أية التزامات أخرى. كل ما تحتاجينه هو الدعم، وبالطبع تستطيعين أن تكوني ما تشائين".

وتبدو ميشيل مليئة بالإيجابية عند التحدث عن الجمع بين أسرة وأطفال والعمل كطبيبة، وتقول: "أن تكوني أماً وزوجة هو أمر مفيد بالنسبة لمهنتك كطبيبة أطفال، فالأهالي يثقون بك عند وضع حياة أغلى ما يملكون بين يديكي. إنها مسؤولية كبيرة بالنسبة للطبيب، وهو أمر صرت أقدره أكثر بعدما أصبحت أماً. وأفكر دوماً في نفسي بأن هذا ليس ملفاً قانونياً أو معاملة مالية، إنه طفل إحداهن".

وتقدم ميشيل نصائح للشباب والشابات الذين يحضرون أو يتدربون لدخول مهنة الطب قائلة: "يجب على الراغبين بدخول مهنة الطب العمل بجهد، والالتزام والتفاني والاهتمام بشكل كامل بما يقومون به. والأهم من أي شيء أن تدرك بأنك إن أردت أن تكون طبيباً فيجب أن تهتم، يجب أن تكون مهتماً بشكل عام بالناس والمرضى، وبكيفية تحسين حياتهم". وتمنت ميشيل للشابات حظاً وافراً في مستقبلهن المهني بصفتهن الجيل المقبل من الأخصائيين الطبيببن.

تأهلت ميشيل بدرجة مرتبة الشرف الأولى في الطب من جامعة كامبردج في عام 1992. وبعد إدارك مدى اهتمامها بالجراحة، أجرت ميشيل تدريبات الجراحة الأساسية بين عامي 1992-97. وخلال تلك الفترة، كانت ميشيل طبيبة متدربة في مستشفى "جريت أورموند ستريت للأطفال" لمدة ستة أشهر واكتشفت شغفها بطب الأنف والأذن والحنجرة. وبعدها تدربت لست سنوات على الجراحة في مستشفيات مختلفة في لندن لتتخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وتبعت ذلك بزمالة لمدة عام واحد في تخصص الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال في "جريت أورموند ستريت"، وأصبحت بعدها مستشارة في المستشفى. وميشيل حاصلة على زمالة كلية الجراحين في إنجلترا، حيث حصلت على أعلى درجة في امتحان التخرج. وتختص في ترميم المجاري الهوائية، التشوهات القحفية، والإضطرابات الأنفية. وهي متزوجة ولديها ابن 15 عاماً وابنة 12 عاماً. وتضيف: "إن العمل مع مستشفى ’جريت أورموند ستريت‘ ميزة حقيقة حيث يمكنني العناية بالأطفال الذين يعانون من مشكلات كبيرة في حياتهم اليومية. وأتمنى أن أكون قادرة على المساعدة بكل السبل الممكنة لجعل حياتهم أفضل".