اليوم العالمي للدماغ: إجراءات رائدة في لندن تقدم الأمل للأطفال الإماراتيين الذين يعانون من حالات استسقاء الرأس

22/07/2017

سيحصل الأطفال الإماراتيون الذين يعانون من حالات استسقاء الرأس على أمل جديد للعلاج عن طريق تقنية "ETV-CPC" الثورية، التي تقلل من خطر إنتاج السوائل في الدماغ، ما يعني تقليل المتابعات التي يضطر المرضى للخضوع لها بالمقارنة مع إجراء تحويلة "Shunt" التقليدي. ويهدف هذا الإجراء المتاح حالياً للمرضى الإماراتيين الذين يعالجون في مستشفى جريت أورموند ستريت إلى تحسين حياة آلاف الأطفال الذين يعانون من استسقاء الرأس، وهو أحد أكثر العيوب الخلقية شيوعاً.

ويعرّف استسقاء الرأس بكونه الحالة التي يصاب بها المريض بزيادة وتجمع السائل الدماغي الشوكي في الدماغ، ما يسبب توسع غير طبيعي لمساحته. ويمكن أن يتسبب هذا الاتساع بتوليد ضغط قد يكون مؤذياً أو قاتلاً. ويكون كبر حجم الرأس بشكل غير عادي هو علامة رئيسية على الاستسقاء الخلقي. وتعتبر هذه الحالة شائعة بين الأطفال الذين يعانون من السَنسنة المشقوقة والذين يصابون بأمراض مثل التهاب السحايا في طفولتهم المبكرة.

يعاني طفل أو اثنان من كل 1000 طفل من حالة استسقاء الرأس، ما يجعل منها حالة شائعة مثل متلازمة داون وأكثر شيوعاً من السَنسنة المشقوقة أو أورام المخ . وأظهرت دراسة أجريت في أبوظبي على مدى ثلاث سنوات أن 16,6 من كل 1000 ولادة تعاني من تشوهات شديدة، ونحو 72% من هذه الولادات تكون لأطفال عرب . يقوم مستشفى جريت أورموند ستريت بإجراء حوالي 400 عملية جراحية لاستسقاء الرأس سنوياً، منها 10 إلى 20 حالة لمرضى من منطقة الشرق الأوسط.

وقال الدكتور غريغ جيمس، استشاري جراحة الأعصاب لدى الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت: «لا توجد علاجات طبية متاحة لعلاج استسقاء الرأس، والخيار الوحيد هو الجراحة . إن الطريقة التقليدية لعلاج استسقاء الرأس تكون عن طريق إنشاء تحويلة. ومع أنها تعتبر عملية ناجحة وجيدة جداً عادة، إلا أن هناك أنبوباً سيبقى متصلاً بجسم المريض بشكل دائم للسماح بتجفيف السوائل. وتتلخص القيود لأي أنبوب أو جهاز ميكانيكي في إمكانية حصول انسداد أو تسريب مفاجئ، ما قد يسبب للمرضى مشاكل أخرى. تعطي تقنية "ETV-CPC" المريض فرصة لتجنب العبء الدائم لطريقة المعالجة عبر التحويلة.

وتعد تقنية "ETV-CPC" إجراء قوي مصمم في الأساس لإيجاد حل فعال ودائم من حيث التكلفة للأطفال المصابين باستسقاء الرأس في أفريقيا، وذلك نظراً لكونه يحتاج متابعة أقل.

ويضيف الدكتور جيمس: «تتصف هذه الطريقة من العلاج بتحمل جيد للظروف، كما أن جراحتها لا تستغرق سوى ساعة أو ساعتين. ويمكن للطفل العودة إلى منزله خلال يوم أو يومين من العملية. ونطمئن العائلات في الشرق الأوسط أن الحاجة في الحصول على الرعاية المتخصصة بسرعة كبيرة ستنخفض مع تقنية "ETV-CPC". وذلك يأتي خلافاً للمشاكل التي قد تنجم عن إجراء وضع تحويلة "shunt"، مثل الانسداد أو التسريب، التي عادةً ما تتطلب معالجة فورية من قبل طبيب أعصاب متخصص، والذي قد لا يكون متاحاً في ذلك الوقت".

ويشير الدكتور جيمس إلى: «أن كل حالة من حالات استسقاء الرأس تختلف عن غيرها، ومن المهم اختيار العملية الصحيحة للطفل. وتقلل تقنية "ETV-CPC" احتمال إخضاع المرضى لهذا الإجراء عند الأطفال الذين يحتاجون إلى حل فوري، وقد يحتاج هؤلاء الأطفال أحياناً للعودة من أجل إجراء تحويلة. وفي حال كان من الممكن تطبيق تقنية "ETV-CPC"، فإن ذلك يعتبر مساعدة على المدى الطويل للتخلص من زيارات المتابعة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى النقاش كجزء من فريق متعدد التخصصات مع عائلة المريض لاتخاذ الخيار الأنسب له. وقدّر الدكتور جيمس أن غالبية الحالات التي تشرف عليها مستشفى جريت أورموند ستريت لا تزال تخضع لعمليات جراحة تحويلة "shunt"، كما أن نصفهم مرشحين مناسبين لتطبيق تقنية "ETV-CPC".

ويعتقد الدكتور جيمس أن هذه العملية، التي تتوفر الآن في مستشفى جريت أورموند ستريت، تقدم للمرضى القادمين من دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة للحصول على نوعية حياة أفضل، كما أنها تحد من أعباء هذه الحالة المرضية التي ترافق المرضى مدى الحياة، والتي غالباً ما يسببها إجراء تحويلة "shunt" التقليدي.