مريضة في مستشفى غريت أورموند ستريت (غوش) تخضع لأول عملية زراعة محَسَّنة للكُلية في المملكة المتحدة

25/09/2023
Aditi at GoSH

أديتي البالغة من العمر ثماني سنوات هي أول طفلة في المملكة المتحدة وفي هيئة الخدمة الصحية الوطنية تتخلص من أدوية مثبطات المناعة بعد شهر واحد فقط من زراعة الكُلية في غوش.

 

 

كان ذلك ممكناً فقط لأن أديتي كانت تعاني من حالة مناعية معينة عولجت بالحصول على نخاع عظم من والدتها قبل ستة أشهر من إجراء عملية زراعة كُلية بسبب فشل كُلوي حاد لا يمكن علاجه. أدى هذا إلى إعادة برمجة جهازها المناعي ليكون مثل الكُلية المُتبَّرع بها، حتى لا يهاجم عضوها جسم أديتي.

 

 

عملت فرق متعددة في غوش ومعهد غريت أورموند ستريت لصحة الطفل التابع لكُلية لندن الجامعية (UCL GOS ICH) بما في ذلك فِرق زراعة نخاع العظم، العناية المركزة للأطفال، طب المناعة، أمراض الكُلى، الجراحة، التخدير وزراعة الكُلى- عمل هؤلاء معاً لأشهر عديدة لجعل ذلك ممكناً.

عملية زراعة مزدوجة تغير الحياة

لقد تبدلت حياة أديتي بفضل عملية الزراعة المزدوجة التي أجريت لها، إذ انتقلت من مرحلة غسيل الكُلى في المستشفى ثلاثة أيام أسبوعياً، إلى كونها مليئة بالطاقة.  عادت أديتي الآن إلى المنزل وتستمتع بالغناء والرقص وركوب السكوتر (دراجة صغيرة) الخاص بها.

 

 

عادة، يتناول مُتلّقي زراعة الأعضاء الأدوية المثبطة للمناعة طوال فترة زراعة الكُلى. وبما أن أديتي لا تتناول هذه الأدوية، فهي قادرة على تجنب آثارها الجانبية، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالعدوى - وبالتالي تقليل حالات دخول المستشفى ومضاعفات ما بعد عملية زراعة الكُلية.

"لقد قيل لنا بوضوح تام إن عملية الزراعة لم تكن الخيار الصحيح."

تعاني أديتي من فشل كُلوي ومناعي غير قابل للعلاج. أحيلت لأول مرة إلى غوش عندما كانت في الخامسة من عمرها، وبحلول مارس 2021، انخفضت وظائف الكُلى عندها بشكل كبير.

 

كشف الفحص الجيني عن سبب أعراض أديتي – فهي تعاني من خلل التَنَّسُج العَظمي المناعي شيمكي – وهي حالة وراثية نادرة تؤثر على واحد من بين كل ثلاثة ملايين طفل في المملكة المتحدة.

 

قال أودي Uday، والد أديتي: "لقد قيل لنا بوضوح تام؛ أن عملية الزراعة لم تكن الخيار الصحيح. إذا أجرت عملية زراعة كُلية، فسيكون ذلك ضاراً لأن جهازها المناعي منخفض جداً، وسيكون العضو المُتبَرّع به أقوى من جسدها وسيهاجمه".

 

كان غسيل الكُلى هو الخيار الوحيد لأديتي.

 

قال أودي: "لقد كان هذا تغييراً كبيراً وانتكاسة عاطفية لأننا سمعنا حينها فقط ما يعنيه غسيل الكُلى - أن تكون عالقة على جهاز لعدة أيام".

تعاون الفريق

أثناء إجراء غسيل الكُلى، عملت فرق متعددة في غوش ومعهد غريت أورموند ستريت لصحة الطفل التابع لكُلية لندن الجامعية، بما في ذلك فِرق زراعة نخاع العظم، العناية المركزة للأطفال، طب المناعة، أمراض الكُلى، الجراحة، التخدير وزراعة الكُلى مع زملاء دوليين لتقديم أفضل خطة علاجية ممكنة لأديتي.  شمل ذلك عملية زراعة نخاع العظم لمساعدة جهاز المناعة لديها على اكتساب القوة، حتى تتمكن بعد ذلك من تَحمُّل عملية زراعة الكُلية من والدتها، التي كانت مطابقة لها.

 

قال أودي: "كنا سعداء للغاية برؤية أطفال آخرين يخرجون من جناح إيغل Eagle ويتحسنون، ولكن بالنسبة لنا كان الموقف صعبا خصوصاً بعد معرفة أن عملية زراعة نخاع العظم لأديتي باتت وشيكة. كان هذا مخيفاً جداً حيث تعي أن طفلتك ستخضع للعلاج الكيماوي وتفقد شعرها وتصبح في حالة سيئة".

 

 

ظلت أديتي في وحدة العناية المركزة لمدة أربعة أسابيع لإجراء عملية زراعة نخاع العظم، بينما كانت تخضع لغسيل الكُلى المستمر لمدة 24 ساعة يومياً، كل يوم.

 

قال أودي: "لقد نزل الفريق من جناح روبِن Robin (حيث تجرى زراعة نخاع العظم) وسُمِح لنا بتشغيل الجهاز لإجراء عملية الزراعة لها، أو "خلايا أمي الجديدة" كما تصفها أديتي

 

"كانت أديتي مختلفة عن الأطفال الآخرين في جناح العناية المركزة، حيث كانت متفائلة للغاية و ثرثارة. كانت تُغَّني، وهكذا تتذكرها الممرضات، ونحن نتذكر كل واحدة منهن جرّاء رعايتهن المتميزة".

"نعتبر أعضاءنا أمراً مفروغاً منه، ولكننا جميعاً نملك مثل هذه النعمة في داخلنا".

بعد ستة أشهر في مارس 2023، أصبحت أديتي في صحة جيدة بما يكفي لإجراء عملية زراعة الكُلية.

 

قال أودي: "قبل أسبوع من عملية الزراعة، ذهبت أديتي إلى مستشفى غايز Guy’s Hospitalوزارت فريق الزراعة الخاص بوالدتها. في اليوم نفسه، سابقت الزمن بين مستشفي غايز وغوش لأكون مع ديفيا وأديتي. كنت أتلقى مكالمات كل نصف ساعة لاطلاعي على حالة أديتي ووالدتها".

"فقدت أديتي طاقتها بسبب غسيل الكُلى خلال السنوات الثلاث الماضية.  بعد عملية زراعة الكُلية التي أجرَتها، رأينا - تقريباً- على الفور هذا التغيير الكبير في مستويات الطاقة عندها".

"نعتبر أعضاءنا أمراً مفروغاً منه، ولكننا جميعاً نملك مثل هذه النعمة في داخلنا".

بعد شهر واحد فقط من عملية زراعة الكُلية، تمكَّنَت أديتي من التخلص من مثبطات المناعة لأن جهازها المناعي رأى كُليتها الجديدة على أنها كُليتها الطبيعية.

الآن وبعد عودتها إلى المنزل، أصبحت أديتي مشرقة. إنها تعتني بكليتها الجديدة بشكل لا يصدق، وتشير إليها على أنها زهرة تحتاج إلى الماء لتزدهر، تماماً مثل نباتاتها التي تستمتع بمشاهدتها وهي تنمو.

 

قال أودي: "في السنوات الثلاث الماضية كانت مقيدة بقسطرة وريدية مركزية هيكمان لاين Hickman line (وهو أنبوب يقدم العلاج ويأخذ عينات الدم مباشرة من الوريد) وكل ما أرادت فعله هو أن تتخلص من هذه القسطرة الوريدية حتى تتمكن من الذهاب والقفز في الماء. وهي الآن تحضُر دروسا في السباحة".

 

"أديتي ترقص وتغني دائماً، وأول من ترفع يديها تفاعلاً مع أي شيء موسيقي. نحن سعداء للغاية لأنها تستطيع التفوق وأن تكون النسخة المذهلة من نفسها، وذلك بفضل عملية الزراعة المزدوجة التي أجريت لها".

"هذه هي المرة الأولى منذ 25 عاما التي أقوم فيها برعاية شخص لم يكن بحاجة إلى أدوية تثبيط المناعة بعد زراعة الكُلية".

عادة، إذا أجريت لك عملية زراعة كُلية، فستتناول أدوية مثبطة للمناعة لبقية عمر العضو المزروع لتقليل خطر رفض الجسم للعضو الجديد غير المألوف.  إن الاستمرار في استخدام هذه الأدوية له العديد من الآثار الجانبية بما في ذلك تهيجات العدوى وارتفاع ضغط الدم وحتى تلف الكُلية.  

 

إن استخدام نفس المتبرع لنخاع العظم وزراعة الكُلية يعني إعادة برمجة الجهاز المناعي بحيث يصبح مطابقا للكُلية الجديدة – مما يقلل قدر الإمكان من المشاكل المرتبطة برفض الكُلية. 

.

كأول معالجة من نوعها في المملكة المتحدة، من المأمول أن يؤدي نجاح علاج أديتي إلى مزيد من التحقيقات في المملكة المتحدة حول كيفية استخدام عملية زراعة نخاع العظم تليها عملية زراعة كُلية من نفس المتبرع الحي لعلاج الأطفال والبالغين المصابين بحالات خطيرة من الفشل الكلوي أوغير ذلك من الحالات.  مع ذلك، سيكون هذا فقط للمرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين ليس لديهم بديل آخر، حيث أن المخاطر المرتبطة بعملية زراعة مزدوجة هي أكبر من مخاطر عملية زراعة الكلى العادية.

 

على الرغم من أن المخاطر أعلى من عملية زراعة الأعضاء العادية بسبب زراعة نخاع العظم، إلا أن إجراء الزراعة المزدوجة كان له نتائج جيدة لدى الأطفال المصابين بخلل التنسج العظمي المناعي في فرنسا وألمانيا وأمريكا.

قالت الدكتورة جيوفانا لوتشيني Giovanna Lucchini، استشارية زراعة النخاع العظمي والدكتور أوستن وورث Austen Worth، استشاري طب المناعة:

 

"عملت فرق زراعة النخاع العظمي والمناعة مع أديتي وعائلتها لأكثر من عام للتحضير لعملية الزراعة المزدوجة. وقد تطلب الإجراء تعاونا غير مسبوق بين فرق زراعة النخاع العظمي وعلم المناعة ووحدة العناية المركزة للأطفال وفرق الكلى. وكان على الفرق استخدام كل خبراتها وبعض الأفكار المبتكرة للتعامل مع التحديات العلمية 

والأخلاقية والعملية التي طرحتها هذه القضية.  إننا سعداء للغاية لرؤية مدى نجاحها، ونحن فخورون للغاية بمشاركة هذا النجاح مع أديتي وعائلتها.  نعمل بالفعل على رؤية كيف يمكن لهذا الإنجاز أن يدعم المزيد من الأبحاث لمساعدة المزيد من العائلات. 

قال البروفيسور ستيفن ماركس Stephen Marks، القائد السريري لزراعة الكلى في مستشفى غريت أورموند ستريت وأستاذ أمراض وزراعة الكلى للأطفال في معهد غريت أورموند ستريت لصحة الطفل في كُلية لندن الجامعية: "هذه هي المرة الأولى منذ 25 عاما التي أقوم فيها برعاية شخص لم يكن بحاجة إلى أدوية تثبيط المناعة بعد زراعة الكُلية". 

 

 

نأمل أن يوفر بحثنا الخيار لمزيد من الأطفال، مثل أديتي، الذين لم تكن عملية زراعة الكلى خيارا متاحا لهم في السابق، للحصول على فرصة إجراء عملية زراعة كُلية تغير حياتهم."

 

أكبر مركز لزراعة الكلى للأطفال وزراعة الخلايا الجذعية في المملكة المتحدة

"هذه هي المرة الأولى منذ 25 عاما التي أقوم فيها برعاية شخص لم يكن بحاجة إلى أدوية تثبيط المناعة بعد زراعة الكُلية". 

 

 

 عادة، إذا أجريت لك عملية زراعة كُلية، فستتناول أدوية مثبطة للمناعة لبقية عمر العضو المزروع لتقليل خطر رفض الجسم للعضو الجديد غير المألوف.  إن الاستمرار في استخدام هذه الأدوية له العديد من الآثار الجانبية بما في ذلك تهيجات العدوى وارتفاع ضغط الدم وحتى تلف الكُلية. 

 

 

 

إن استخدام نفس المتبرع لنخاع العظم وزراعة الكُلية يعني إعادة برمجة الجهاز المناعي بحيث يصبح مطابقا للكُلية الجديدة – مما يقلل قدر الإمكان من المشاكل المرتبطة برفض الكُلية. 

 

 

 

كأول معالجة من نوعها في المملكة المتحدة، من المأمول أن يؤدي نجاح علاج أديتي إلى مزيد من التحقيقات في المملكة المتحدة حول كيفية استخدام عملية زراعة نخاع العظم تليها عملية زراعة كُلية من نفس المتبرع الحي لعلاج الأطفال والبالغين المصابين بحالات خطيرة من الفشل الكلوي أوغير ذلك من الحالات.  مع ذلك، سيكون هذا فقط للمرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين ليس لديهم بديل آخر، حيث أن المخاطر المرتبطة بعملية زراعة مزدوجة هي أكبر من مخاطر عملية زراعة الكلى العادية.

 

 

 

على الرغم من أن المخاطر أعلى من عملية زراعة الأعضاء العادية بسبب زراعة نخاع العظم، إلا أن إجراء الزراعة المزدوجة كان له نتائج جيدة لدى الأطفال المصابين بخلل التنسج العظمي المناعي في فرنسا وألمانيا وأمريكا.

 

قالت الدكتورة جيوفانا لوتشيني Giovanna Lucchini، استشارية زراعة النخاع العظمي والدكتور أوستن وورث Austen Worth، استشاري طب المناعة:

 

"عملت فرق زراعة النخاع العظمي والمناعة مع أديتي وعائلتها لأكثر من عام للتحضير لعملية الزراعة المزدوجة. وقد تطلب الإجراء تعاونا غير مسبوق بين فرق زراعة النخاع العظمي وعلم المناعة ووحدة العناية المركزة للأطفال وفرق الكلى. وكان على الفرق استخدام كل خبراتها وبعض الأفكار المبتكرة للتعامل مع التحديات العلمية 

 

والأخلاقية والعملية التي طرحتها هذه القضية.  إننا سعداء للغاية لرؤية مدى نجاحها، ونحن فخورون للغاية بمشاركة هذا النجاح مع أديتي وعائلتها.  نعمل بالفعل على رؤية كيف يمكن لهذا الإنجاز أن يدعم المزيد من الأبحاث لمساعدة المزيد من العائلات. 

 

 

 

قال البروفيسور ستيفن ماركس Stephen Marks، القائد السريري لزراعة الكلى في مستشفى غريت أورموند ستريت وأستاذ أمراض وزراعة الكلى للأطفال في معهد غريت أورموند ستريت لصحة الطفل في كُلية لندن الجامعية: "هذه هي المرة الأولى منذ 25 عاما التي أقوم فيها برعاية شخص لم يكن بحاجة إلى أدوية تثبيط المناعة بعد زراعة الكُلية".  

 

 

نأمل أن يوفر بحثنا الخيار لمزيد من الأطفال، مثل أديتي، الذين لم تكن عملية زراعة الكلى خيارا متاحا لهم في السابق، للحصول على فرصة إجراء عملية زراعة كُلية تغير حياتهم."

 

 

أكبر مركز لزراعة الكلى للأطفال وزراعة الخلايا الجذعية في المملكة المتحدة 

 

يعد مستشفى غريت أورموند ستريت أكبر مركز لزراعة الكلى للأطفال وزراعة الخلايا الجذعية في المملكة المتحدة، ليس هذا فحسب، بل يقود أيضا مشاريع بحثية في هذا المجال. 

 

يعد فريق الكلى، بقيادة البروفيسور ماركس وبتمويل من "المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية

 National Institute for Health and Care " وأبحاث الكلى في المملكة المتحدة Research and Kidney Research UK"، في طليعة اختبار علامات رفض الكلى بعد عملية الزراعة، قبل حدوثها.   إنهم يحققون في استخدام المؤشرات الحيوية التي يمكن أن تكتشف المشكلة، قبل أن تتمكن الفحوصات الروتينية من ذلك. ويأملون أن يعني هذا أنه يمكن علاج الأطفال في وقت مبكر وبنجاح أكبر.

 

يتمتع فريق زراعة الخلايا الجذعية، بقيادة البروفيسور بيرسيس أمروليا Persis Amrolia، بخبرة واسعة في تقديم عمليات زراعة نخاع العظم للمرضى الذين يعانون من ظروف رعاية صحية شديدة التعقيد.  كما يقومون بإجراء أبحاث للمساعدة في تحسين السلامة وتقليل سِمِيّة عمليات زراعة الخلايا الجذعية