إنقاذ أبصار الأطفال الخُدّج في اليوم العالمي للبصر

10/10/2016

في "اليوم العالمي للبصر، يناقش الدكتور شين وونغ، استشاري جراحة شبكية العين والجسم البلوري في مستشفى "جريت أورموند ستريت" للأطفال في لندن، تقنية جديدة رائدة لإنقاذ البصر غير متوفرة سوى في مركزين طبيين في العالم.

في "اليوم العالمي للبصر، يناقش الدكتور شين وونغ، استشاري جراحة شبكية العين والجسم البلوري في مستشفى "جريت أورموند ستريت" للأطفال في لندن، تقنية جديدة رائدة لإنقاذ البصر غير متوفرة سوى في مركزين طبيين في العالم. والدكتور وونغ، خبير في معالجة انفصال شبكية العين المرتبط بحالة تدعى "اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج" ROP، وهي حالة قد تسبب العمى الدائم.

ويشرح الدكتور وونغ هذه الحالة بقوله: "قد لا يكتمل نمو الأوعية الدموية عند بعض الأطفال المولودين قبل الأوان'الخدج' في الرحم، وبعد الولادة يصبح تطور هذه الأوعية الدموية غير منتظماً، وقد تغدو هذه الأوعية ضعيفة وغير طبيعية، مما يؤدي إلى انفصال شبكية العين والعمى في حال غياب العلاج".

ويعتبر اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج إحدى مسببات فقدان البصر الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، وقد يؤدي لاعتلال البصر الدائم والعمى. وأي ضرر يصيب شبكية العين عند الطفل الخديج أثناء عملية علاج انفصال الشبكية في مرض اعتلال الشبكية سيترك أثراً دائماً، لذا، تُعتبر هذه العملية معقدة، وتنطوي على خطورة عالية. كما أن فرص إصلاح هذه المشكلة ضئيلة جداً.

ويفصّل الدكتور وونغ ذلك بقوله: "في الأشهر الأولى القليلة من حياة الطفل تكون الفرصة ضئيلةً جداً لتستطيع الحفاظ على ما يكفي من بصر الطفل بشكل يسمح له أن يكبُر ويعيش حياةً مستقلةً أو حتى حياةً طبيعيةً. كما أن خطر ظهور المضاعفات في الشبكية عالٍ جداً أيضاً، ولكن هذه التقنية الجراحية الرائدة لعلاج اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج تُعطينا أفضل النتائج على المستوى الوطني".

وتتيح تقنية "الجراحة الشبكوية الزجاجية بالمنظار" للدكتور وونغ وغيره من الجراحين, علاج الأطفال الخدج بطريقة لا تشكل خطراً على العدسة الطبيعية. ويضيف الدكتور وونغ: "هذه التقنية فريدة لأنها تسمح لنا بالحفاظ على عدسة الطفل الأصلية، في حين تزيد فُرص إصلاح الشبكية، وهو أمر مهم جداً ليستطيع الطفل التمتع بأفضل رؤية ممكنة طويلة الأمد".

ويتابع وونغ: "عادةً ما تكون العمليات الجراحية لإصلاح انفصال شبكية العين على مستوى عالٍ من التعقيد، والخطأ فيها يعني العمى الدائم. وللتقيل من مخاطر ظهور المضاعفات أثناء عملية إصلاح الشبكية هناك حاجة للتضحية بالعدسة الطبيعية، وحتى إن كانت العملية ناجحة، إلا أنها قد تؤثر على احتمال التمتع ببصر جيد في المستقبل. وبفضل هذه التقنية الجديدة نستطيع الحفاظ على العدسة الأصلية، وهي الفرصة الأمثل أمام الأطفال كي ينعموا بجودة البصر مدى الحياة، وأصبح ممكناً لأطفال هذا الجيل عيش حياة طويلة تمتد لمئة عام".

والدكتور وونغ هو الذي أدخل هذه التقنية إلى المملكة المتحدة، وفي مستشفى "جريت أورموند ستريت" تمكن من تطويرها وتحسينها بهدف الحصول على النتائج الأمثل لهذا الإجراء العلاجي. وأصبح "جريت أورموند ستريت" واحداً من المركزين الوحيدين في العالم اللذين يوفران هذه التقنية لعلاج الأطفال الخدّج.

وعن أهمية تلقي العلاج يقول الدكتور وونغ: "إن كان طفلك يعاني من هذه الحالة، فحصوله على العلاج المباشر أمرٌ مهمٌ جداً حتى وإن بدت العملية خطيرة، فبدون العلاج قد يخسر العديد من الأطفال بصرهم مدى الحياة".