رحلة شيخة: التغلب على تشخيص جانبه الصواب والتعافي في مستشفى جريت أورموند ستريت
تعرَّفوا على شيخة، وهي فتاة صغيرة مفعمة بالحيوية والنشاط من الإمارات العربية المتحدة تحب الرياضة واستكشاف محيطها.
بدأت شيخة تعاني من حالة ارتفاع ضغط الدم لديها وامتدت معاناتها لما يزيد على العام، بينما ظلت حالتها بدون تشخيص. وهي حالةٌ سببت لها عدداً من التعقيدات في حياتها، مثل ظهور أعراض مختلفة تراوحت بين الشعور بالدواخ والتعب شكلت حاجزاً بينها وبين الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تحبها ذات يوم. توالت زياراتها رفقة أسرتها للمستشفى بصورة مستمرة واحتاجت لمراقبة مستمرة أيضاً أمست من أسباب القلق للأسرة. كان والدا شيخة قلقين للغاية بشأن صحتها ومستقبلها عند رؤيتهما لابنتهما وهي تواجه هذه التحديات. أصبح تركيزهما منصباً على إيجاد إجابات عن ما يحدث لها وإيجاد حل لما تعانيه.
تحكي لنا شيخة ما مرت به خلال فترة مرضها: "ظللت مريضةً لأكثر من عام واضطررت للذهاب إلى المستشفى مراراً. فحصوا ضغط دمي، وكان مرتفعًا جدًا. قاموا بمراقبته، لكنه ظل مرتفعًا. نقلوني بعدها إلى مستشفى آخر في أبو ظبي، ثم إلى مستشفى بعد ذلك في دبي، لكن ظل التشخيص بعيداً عن المنال. عندما أتينا إلى لندن وقمنا بزيارة مستشفى جريت أورموند ستريت اكتشفنا أخيراً ماهية السبب وراء ما عانيته." وقد جاء هذا عقب أن سافرت شيخة صحبة أسرتها من أبو ظبي إلى مستشفى جريت أورموند ستريت (GOSH) في لندن، بحثًا عن إجابات لما تعانيه.
بعد خضوعها لفحوصات متعددة تم تشخيص حالة شيخة. أتضح أنها مصابة بارتفاع ضغط الدم الكلوي في مستشفى جريت أورموند ستريت. تحدث هذه الحالة النادرة، التي يصعب تشخيصها بسبب أعراضها الدقيقة، عندما تقلل الأوعية الدموية الضيقة أو المسدودة من تدفق الدم الى الكلى، مما يدفع الكلى بدورها إلى إفراز هرمونات ترفع من ضغط الدم. وأضافت شيخة موضحةً ما حدث: "لقد اكتشفوا أنني أعاني من ضيق في شريان الكلية اليسرى، وهو ما سبب ارتفاع ضغط الدم لدي."
وأوضحت الدكتورة جيلينا ستويانوفيتش، استشارية أمراض الكلى للأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت والطبيبة الاستشارية الرئيسية في علاج شيخة، "كان على شيخة تناول الأدوية بانتظام للسيطرة على ضغط الدم لديها، ولكن حتى مع تناول هذه الأدوية، ظل ضغط دمها مرتفعًا للغاية، وأضحت غير قادرةٍ على المشاركة في الأنشطة الرياضية التي تحبها، وهو ما كان مخيبا للآمال للغاية بالنسبة لها، نسبةً لكونها فتاةٌ محبةٌ للنشاط والرياضة".
لقد كان هذا التشخيص بمثابة نقطة تحول بالنسبة لشيخة وأسرتها. قالت بدور والدة شيخة: "لقد شعرنا براحة كبيرة لأننا حصلنا أخيرًا على تشخيص دقيق. لقد كان العام الماضي صعبًا للغاية بالنسبة لنا، حيث لم نكن نعرف ما هو الخطب الذي سبب المعاناة لابنتنا."

النهج التشاركي في العلاج
تعاون أفراد الفريق المتعدد التخصصات في مستشفى جريت أورموند ستريت، والذي يضم متخصصين من أقسام الأشعة التشخيصية والتدخلية، وقسم الطب النووي، وأمراض الكلى، وجراحة الأوعية الدموية، لوضع خطة علاج شاملة.
تضمنت هذه الخطة إجراء تصوير الأوعية الدموية الكلوية وتوسيع الأوعية الدموية لمعالجة الشرايين الضيقة. وأوضحت الطبيبة يلينا ستويانوفيتش: "لقد حددنا موعدًا لتصوير الأوعية الدموية الكلوية وتوسيع الأوعية الدموية لشيخة لتوسيع الجزء الضيق من الشريان الكلوي". أثناء الإجراء، استخدم الدكتور بريمال باتيل والدكتور كيشور مينهاس معدات متخصصة لتوسيع شريان الكلية اليسرى لشيخة، مما أدى إلى تحسن فوري في ضغط دمها.
تجربة الحياة في مستشفى جريت أورموند ستريت
أثناء وجودها في مستشفى جريت أورموند ستريت، امتدت تجربة شيخة إلى ما هو أبعد من الرعاية الطبية. وقالت: "ذهبت إلى المتاحف والمعالم السياحية وقد قمت حتى بالذهاب للاستمتاع بركوب الخيل. كما أحضر لي فريق اللعب بالمستشفى ألعاباً وأدوات رسم فني وحرفًا يدوية لإبقائي في حالة من المعنويات المرتفعة."
لقد تأثرت والدتها بدور بشدة بالرعاية التي تلقوها ابان وجودهم بالمستشفى. وقالت: "لقد جعلنا فريق العمل في مستشفى جريت أورموند ستريت نشعر وكأننا من ضمن أفراد أسرتهم. لقد كان الجميع، ابتداءً من الأطباء وانتهاءً بموظفي الإدارة، متعاونين وداعمين بشكل لا يصدق."
حياة شيخة بعد العلاج والتوقعات المستقبلية
تم التعامل مع عملية علاج شيخة وتعافيها بعناية، مع المراقبة اللصيقة لها في لندن قبل عودتها إلى دبي. كانت نتيجة رحلتها إلى مستشفى جريت أورموند ستريت أن تعافت من مخاوفها الصحية المباشرة، ولكن ليس ذلك فحسب، بل عادت لها أيضًا قدرتها على المشاركة في الأنشطة البدنية دون قيود. أخبرتنا شيخة بفرحة غامرة: "بأستطاعتي الآن القيام بالعديد من الأشياء البدنية"، مسلطةً الضوء على حماسها للعودة إلى الرياضة والأنشطة الأخرى التي تحبها.
وأضافت الطبيبة يلينا ستويانوفيتش:"قبل عودة شيخة إلى دبي، عاد ضغط دمها إلى مستواه الطبيعي، ولم تعد بحاجة لتناول أي دواء. هذا تحسن كبير ويوضح نجاح عملية قسطرة الشرايين التي أجريت لها. تتناول شيخة الآن دواءً واحداً فقط لتخفيف كثافة الدم لديها، وهو أمر مطلوب لجميع المرضى بعد هذا النوع من التدخل العلاجي."
في المستقبل، ستحتاج شيخة إلى متابعة منتظمة لمراقبة حالتها، حيث يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم الكلوي من الأمراض التي تعاود الأضطراد مع مرور الزمن. ومع ذلك، مع الرعاية والإدارة الصحيحة للحالة ، ستظل شيخة وأسرتها متفائلين بشأن مستقبلها.

رسالة شكر
أعربت بدور عن امتنانها لفريق مستشفى جريت أورموند ستريت: "نحن ممتنون للغاية لجميع الفرق في مستشفى جريت أورموند ستريت. ما فعلوه مذهل؛ لقد قدموا لنا رعاية استثنائية". وأضافت شيخة: "شكرًا لمستشفى جريت أورموند ستريت وكل من ساعدني. الآن يمكنني أن أفعل كل ما أحبه مرة أخرى، وأشعر وكأنني استعدت حياتي ".
تحدثت الدكتورة جيلينا ستويانوفيتش عن تفرد حالة شيخة، مسلطة الضوء على الخبرة الطويلة الأمد لمستشفى جريت أورموند ستريت في إدارة علاج حالات ارتفاع ضغط الدم الكلوي عند الأطفال. "تتمتع خدمة أمراض الكلى في مستشفى جريت أورموند ستريت بخبرة تزيد عن 20 عامًا. نحن أكبر مركز أوروبي قادر على تشخيص وعلاج هذه الحالة عند الأطفال من جميع الأعمار."
تسلط رحلة شيخة في مستشفى جريت أورموند ستريت للرعاية الدولية والخاصة الضوء على التزام المستشفى بتقديم رعاية عالية الجودة من خلال نهج تشاركي وتعاوني. عمل أفراد الفريق متعدد التخصصات معاً بسلاسة لتشخيص حالة شيخة وعلاجها، مما ضمن حصول شيخة على أفضل رعاية ممكنة. وبفضل تعاونهم المبني على الخبرة العالية، استعادت شيخة عافيتها وتمكنت من العودة إلى ممارسة الأنشطة التي تحبها، وهي دليل يشهد على التأثير العميق الذي أحدثه علاجها من الحالة التي مرت بها وتعافيها منها لتستأنف حياتها كما تحبها.
